هل من زينة للرجل في حياته أكثر من
أدبه وأخلاقه، فإذا تميز الإنسان أدباً، وازداد خلقاً، سما وارتقى، وأصبح
بين الناس في أعلى منزلة، فإن رُقي الناس ومنازلهم لا يقاس بوظائفهم
المرموقة أو شركاتهم الناجحة أو أموالهم الطائلة، بل إن المقياس الحقيقي
للإنسان هو حُسن أخلاقه وأدبه واحترامه لذاته أولاً ولباقي البشر بأكملهم .
إن
قمة التطور الحضاري يرتكز على الأدب وحُسن الأخلاق، فالرجل المتحضر هو في
البداية الرجل المهذب والإنسان الحضاري هو في المقام الأول صاحب الخلق
الرفيع، وبهذا ينجح، وبه وبأمثاله تتطور البلاد وتتقدم، لذلك نحن ندعو
كافة شبابنا للتمسك بالأخلاق والآداب العامة وعدم الانسياق وراء كل
العادات الغريبة التي تأتينا من كل صوب، بل يجب أن نعتز بقيمنا العربية
الأصيلة، ونزهو ونفخر بشخصيتنا المستقلة، لا نقلد الآخرين، بل ندعوهم هم
لتقليدنا، ولم لا.. ونحن أهل الحضارة ومنبع القيم وأصل المبادئ، فالناظر
في أعماق ديننا الإسلامي، والقارئ لكتابنا المقدس، سيعرف معنى القيم
وماهية الحضارة .
يجب
علينا أن نعود لأصولنا، لقيمنا ومبادئنا، لحضارتنا وديننا، نبحث عن
الأخلاق لنطبقها في مجمل حياتنا، فما أبدع أن يكون الإنسان خلوقاً
محترماً، يحترم الآخرين ويقدرهم، ويراعي خصوصياتهم، فيكسب ودهم واحترامهم.
فيا شباب العرب إن أجمل ما يمكن أن تتزينوا به هو الأدب وحُسن الخلق،
وما أجمل هذه الزينة لان تطبيقها مسايرة لسنة الرسول الكريم، الذي أكد
حُسن الخلق في أحاديثه المختلفة عندما قال " إنما بُعثت لأتمم مكارم
الأخلاق ".